حوار – عمر سالم
كشفت شركة شنايدر إلكتريك مصر ، عن أن الشبكة الكهربائية المصرية ستصبح أكبر شبكة ذكية في منطقة الشرق الأوسط ، عبر رقمنة عدد من مراكز التحكم الآلي لتقليل الانبعاثات الكربونية بشكل ملحوظ وتحقيق فائض ورفع مستوى خدمة توصيل الكهرباء وكذلك جودة الشبكة القومية للكهرباء وتوفير مصدر موثوق للطاقة.
حيث قال سيباستيان رييز رئيس شركة شنايدر إلكتريك لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربى ، أن الشركة أنتهت من تدشين 4 مراكز تحكم للطاقة في القاهرة الجديدة ومدينة نصر والدقي و6 أكتوبر بتكلفة تبلغ 4.6 مليار جنيه بالإضافة إلى التشغيل التجريبي لمركز شرم الشيخ الذي تم إطلاقه على هامش مؤتمر المناخ COP27.
وكشف رييز في حوار لـ "المال" أن شنايدر إلكتريك قامت بضخ 8 مليون يورو " ما يوازي نحو 270 مليون جنيهًا" وفقًا للسعر الرسمي ، كأستثمارات جديدة خلال عام 2023 ، وتتضمن الأستثمارات تدشين خط إنتاج جديد لتصنيع اللوحات الكهربائية بمصنع مدينة بدر.
وأوضح رييز أن مراكز التحكم الآلي التى نفذتها شنايدر إلكتريك بمصر تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بحوالي 3,200 طن سنويا تقريبا لكل مركز يتم إنشاؤه، مما يعمل على تعزيز مفهوم الاستدامة، وتحقيق كفاءة استخدام الطاقة، وتقليل الفقد الفني في شبكة التوزيع وتكلفة الصيانة.
وأشار رييز إلى أن شنايدر إلكتريك تشارك في العديد من المشروعات القومية في مصر وعلى رأسها مشروع الضبعة النووي من خلال توريد المهمات الكهربائية، بالإضافة إلى مشروعات مشروع بنبان في أسوان والذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم من خلال توريد أنظمة توزيع الكهرباء للمشروع، كما تقدم حلولها التكنولوجية وأنظمة توزيع الكهرباء لمزارع الرياح فى جبل الزيت، وغيرها من المشروعات.
وأضاف أن القطاع السكني يشكل 20% من الانبعاثات الكربونية حول العالم، وأستعرضت الشركة مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المبادرة التي تهدف لتوفير 1000 منزل ذكي في مصر باستخدام تكنولوجيا شنايدر إلكتريك، وناقشت مع المهندس خالد عباس رئيس شركة العاصمة الإدارية سبل التعاون لتعزيز مفهوم المدن والمباني الذكية المستدامة بالعاصمة الإدارية باعتبارها إحدى مدن الجيل الرابع واستعراض الحلول الجديدة التي تسهم في الاستغلال الأمثل للموارد وترشيد الطاقة.
وأكد على أن شنايدر إلكتريك تسعي لتقديم مجموعة متكاملة من الحلول والخدمات المبتكرة والفعالة التي تعمل على تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة في مختلف المجالات والقطاعات مثل القطاع العقاري والمنازل الذكية والقطاع الصناعي والخدمات الهندسية وغيرها، والتوسع في مشروعات التنمية المستدامة في عدد من المحافظات والمدن المصرية لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع في قطاعات المياه، والغذاء، والطاقة ،عبر الصوب الزراعية ومزارع أسماك وحاضنات للدواجن وغيرها جميعها تعمل بالطاقة الشمسية.
وقال رييز أن شنايدر إلكتريك قامت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 لتنفيذ مشروعات مع كبرى شركات التطوير العقاري المصري من خلال مشروعاتهم لتحقيق كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن تلك المشروعات وهم تطوير مصر، باراجون للتطوير العقاري، ماجنوم العقارية التابعة لمجموعة «روابي القابضة»، شركة LMD مصر والإمارات ، وريدكون بروبرتيز.
وكشف عن أن شنايدر إلكتريك تعمل في مشروع الدلتا الجديدة والذي يستهدف زراعة 2 مليون فدان وخلق فرص عمل وتطوير المجتمعات، حيث تقوم بتوفير الحلول والمعدات الكهربية لمحطة الحمام لمعالجة مياه الصرف لاستخدامها في الزراعة وهي الأكبر من نوعها في العالم بقدرة 8 مليون متر مكعب في اليوم ، وتسهم شنايدر إلكتريك في تحقيق كفاءة الاستهلاك.
وأكد على أن شنايدر إلكتريك قامت بتوقيع عقد لتقديم أعمال الصيانة لمنظومة الكهرباء والتحكم الآلي لأنفاق هيئة قناة السويس والتي تشمل نفق الإسماعيلية وبورسعيد وأحمد حمدي، والذي يشمل تقديم أعمال الصيانة الوقائية والصيانة الدورية والصيانة الطارئة، بالإضافة إلى أعمال الصيانة الاستباقية في الموقع من خلال فريق الخدمات الهندسية بالشركة.
وكشف عن أحدث مذكرات التفاهم والتى وقعتها الشركة مؤخرًا وهو مذكرتين مع بنك أبوظبي التجاري – مصر ، الأولى لوضع إطار للتعاون لتمويل المشروعات الخضراء والمستدامة في مصر، بتقديم حلول الشبكات الصغيرة لمصنع بدر التابع للشركة، ومشروعات عقارية مختلفة لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة.
كما ستقوم مذكرة التفاهم الثانية باستهداف تنفيذ مشروعات تنمية مستدامة بمحافظة مرسى مطروح، من خلال إقامة صوبة زراعية مبردة، ووحدة تحلية مياه، ووحدة تسميد تعمل بأحدث تكنولوجيا لضبط الاحتياجات الدقيقية للنبات، ووحدة رفع مياه من الآبار، تعمل جميعها بالطاقة الشمسية.
وقال رييز أن شنايدر إلكتريك تمتلك مصنعا لإنتاج لوحات الجهد المنخفض والمتوسط بمدينة بدر هو الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، تم إنشائه عام 2009 بطاقة إنتاجية 6 آلاف خلية جهد متوسط، و3500 خلية جهد منخفض سنويًا، بالإضافة إلى تقديم حلول رقمية بمجالي إدارة الطاقة والتحكم الآلي لضمان تحقيق أعلى كفاءة بأساليب مستدامة.
وكشف عن أن شنايدر إلكتريك تستهدف زيادة الطاقة الانتاجية لمصنعها من لوحات الجهد المنخفض والمتوسط، ووحدات الربط الحلقي الذكي الحديث، ولوحات الجهد المنخفض 400 فولت، بفضل الاستثمارات التي قامت الشركة بضخها في المصنع العام الماضي.
وأضاف رئيس شنايدر إلكتريك لشمال شرق افريقيا والمشرق العربي أن الشركة تقوم بالتصدير لأكثر من 30 دولة منها الإمارات العربية المتحدة والسعودية والمغرب وتونس والجزائر وكينيا والسنغال وغيرها من مصنعها في مدينة بدر.
وأشار إلى أن شنايدر إلكتريك تقوم بتصدير ما يقرب من 30% من إنتاج مصنعها في مصر وتسعي لزيادة تلك النسبة ومعدلات التصدير الفترة المقبلة لدعم الاقتصاد المصري الفترة المقبلة وضمن خطة الحكومة المصرية لرفع نسب التصدير وزيادة الناتج المحلي.
وقال أن نسبة المكون المحلي في منتجات شنايدر إلكتريك مصر تتراوح ما بين 40 إلى 60% في الوقت الحالي وتسعي لزيادتها خلال الفترة المقبلة ، في إطار خطة الشركة بأهمية توطين الصناعة والعمل بصورة مستمرة لزيادة المكون المحلي.
وأوضح رييز أن شنايدر إلكتريك مرت بالعديد من التحديات على مدار تواجدها في السوق المصري لأكثر من ثلاث عقود ولديها الخبرة اللازمة للتعامل مع الأوضاع الحالية للعملة المحلية ، والحفاظ على استمرارية أعمال الشركة، كما تتمتع بمرونة كبيرة ساعدتها على مواجهة هذه التحديات من خلال الاعتماد أكثر على المكون المحلي، وهو ما قلل من تأثير الأزمة وساعد الشركة على المحافظة على معدلات النمو.
وأكد على أن شنايدر إلكتريك لديها ثقة كبيرة في الاقتصاد المصري والسوق المحلي، ومستمرون في خططنا داخل السوق المصري لتنمية حجم أعمالنا وجذب المزيد من الشركاء لشبكتنا المتنامية ، في ظل المقومات التى يمتلكها الاقتصاد.
وقال أن شنايدر إلكتريك تعمل في أكثر من 115 دولة حول العالم بهدف توفير حلول إدارة الطاقة والتحكم الآلي والتكنولوجيا التي تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الاستدامة، ويتم تقسيم تلك الدول إلى مناطق على مستوى العالم.
وأضاف أنه فيما يتعلق بمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، فهي تشمل 8 دول وهي مصر، الأردن، لبنان، العراق، سوريا، السودان، ليبيا، ومالطا، وتعد مصر هي المركز الإقليمي والسوق الأكبر للشركة من حيث حجم العمليات في تلك المنطقة ونعمل بصورة دورية لدراسة فرص التوسع والنمو في تلك الأسواق بما يتماشي مع احتياجات ومتطلبات تلك الدول.
وأكد على أن الشركة تعمل على تنفيذ مشروعات تلبي احتياجات المجتمع وتساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي سبيل ذلك تتعاون مع الحكومة ومنظمات العمل الأهلى لتوفير جودة حياة كريمة للمجتمع تحت مظلة المبادرة الرئاسية.
وأوضح أن شنايدر إلكتريك وقعت مذكرة تفاهم مع وزارة التضامن الاجتماعي لتنفيذ مشروعات لتوفير الطاقة والمياه لعدد من القرى في صعيد مصر ومحافظة جنوب سيناء والوادي الجديد، منها تنفيذ نماذج مبتكرة صديقة للبيئة من الصوبات الزراعية وأحواض الأسماك وحضانات الدواجن بمدينة إسنا بمحافظة الأقصر وقرية دندرة بمحافظة قنا، جميعها تعمل بالطاقة الشمسية.
كما نفذت شنايدر إلكتريك أنظمة ري مبتكرة، لدمج الحلول البيئية والاقتصادية والاجتماعية للمزارعين في إسنا ودندرة، باستخدام أحدث التقنيات التي تقدمها الشركة، وساهمت تلك المشروعات في خلق 200 فرصة عمل وتوفير مصدر للدخل لأكثر من 1000 أسرة والمساهمة في تعزيز الدور الذي تلعبه المرأة في تلك المجتمعات.
وأكد على أن شنايدر إلكتريك قامت بتوسعة مصنعها في مصر أكثر من مرة منها باستثمار 10 مليون يورو خلال عامي 2020 و2021 لإضافة خط إنتاج جديد في مصنع بدر، بالإضافة إلى الخطة التوسعية للمصنع وخطوط الإنتاج على مساحة 10 آلاف متر مربع بمصنع مدينة بدر كجزء من الاستثمارات التي قامت الشركة بضخها خلال العام الماضي والتي بلغت 8 مليون يورو.
وقال رئيس شنايدر إلكتريك لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي ، أن السوق المصري واعد ولديه فرص كبيرة للنمو والتحول للطاقة النظيفة، لما تملكه مصر من مقومات طبيعية فريدة، وفي شنايدر إلكتريك نحن ملتزمون بتعزيز تواجدنا داخل السوق المصري، ولدينا رؤية إيجابية للاقتصاد المصري.
وأكد رييز أن شنايدر إلكتريك تسعى إلى تعزيز شراكتها مع الدولة المصرية والعمل على توطين الصناعة ودعم الصادرات، بالإضافة إلى التعاون مع كبرى شركات القطاع الخاص للمساهمة في تحسين كفاءة الطاقة وتحقيق الاستدامة، وإطلاق العديد من مشروعات التنمية المستدامة والتي تستهدف توفير وخلق فرص عمل جديدة، من خلال إطلاق مشروعات تنموية تعتمد بشكل رئيسي على الطاقة الشمسية.
يذكر أن شنايدر إلكتريك تعمل في مصر منذ أكثر من 35 عامًا ، بمجال التحول الرقمي لإدارة الطاقة والتحكّم الآلي في العديد من القطاعات تتضمن قطاع الرقمنة، ومراكز البيانات، وقطاع الطاقة ، وقطاع المبانى بكل أنواعها التجارية والمولات والمنازل والمستشفيات والمدارس، والقطاع الصناعى من المصانع الصغيرة والكبيرة وغيرها من القطاعات الحيوية بالسوق المصري.
ويصل إجمالي حجم أستثمارات شنايدر إلكتريك داخل السوق المصري بما يتخطى 300 مليون يورو، نظرا لأهمية السوق المصري ومكانته المميزة والرائدة حيث يعد السوق الأكبر للشركة من حيث حجم العمليات في منطقة شمال شرق إفريقيا والمشرق العربي.